موضوع مناظرة هل تؤيد العلماء و الساسة المسلمون المؤيدين للتعاون مع الغرب بقلم سارة كاجوملي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


هل العنف و القتال وسفك الدماء هو الحل الوحيد لحل قضية فلسطين (على سبيل المثال)؟ هل ساهمت الحروب طوال تلك السنين في أيجاد حل ما؟ إذا ما هو الحل و ما هي المشكلة, لنقاش الحلول علينا فك تعقيدات كثيرة لم يستطع الكثير من العلماء فكها و لكن العقدة الوحيدة الواضحة هو أن القتل و الحروب لا تحل هذه المسائل مهما كانت كبيرة أو صغيرة.
و لكن يعتبر الحوار حل مقنع بالنسبة للكثير من العلماء و الفقهاء المسلمون فمثلا يقول المفكر الإسلامي الدكتور صوفي أبو طالب أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة ورئيس البرلمان المصري الأسبق إن التعايش السلمي بين الشعوب المختلفة يقتضي بالضرورة التعايش والتسامح بين الديانات السماوية ولن يتحقق ذلك بالحوار الذي يهدف إلى التأكيد على القيم المشتركة بين الديانات السماوية وعلى رأسها الإيمان بالله، الأخلاق الفاضلة، تكريم الإنسان والاعتراف بحقوقه والتخفيف من حدة الخلاف في التفصيلات الدقيقة التي تخص كل ديانة. وأضاف يجب إن يكون الغرض النهائي من الحوار بين إتباع الديانات المختلفة هو نبذ ثقافة الكراهية بين الأديان والتعصب لبعضها دون البعض الآخر فالكراهية والتعصب يؤديان إلى التطرف وهو يؤدي بدوره إلى العنف والإرهاب. فإذا نهاية العدوانية و التعصب و القتال لا تصل إلى هدف نابع من عقول مسلمة إنسانية مهما كانت الأسباب. و برغم عن عدم رضانا لما يحدث ببعض الدول الإسلامية من قتل الأبرياء ,والظلم ,فذلك لا يعطينا الدافع لتحويل الإسلام من دين الحكمة و دين التسامح و التفاهم إلى دين الانتقام و العدوانية و القتل, فان كان دينهم يسمح لهم بتلك الصفات فديننا أسمى وأرقى من أن يشمل تلك المفردات في كتبه و في عقول مؤمنيه. وأكد على ذلك الدكتور السيد محمد الشاهد، الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة عندما قال لقد بدا واضحا أمام الغالبية العظمى من المهتمين بإنهاء الصراع المحتدم حاليا بين الديانات والحضارات المختلفة والذي تعددت صوره ودرجات حدته من التراشق بالاتهامات إلى التراشق بالأسلحة المدمرة من دون تحقيق النصر النهائي لأي طرف، فلا شك إن الطريق الوحيد المتبقي هو التحاور بهدف إيجاد حد أدنى من الأسس المشتركة للتعايش السلمي ونبذ العنف.و يوضح ان الرغبة الحالية في الحوار بهذا المفهوم نتيجة يأس الإنسان المعاصر من الوصول إلى أهدافه المشروعة أو غير المشروعة عن طريق العنف. ينافي هذا القول الكثيرون من العلماء مثلا يقسّم سيد قطب الناس حسب انتمائهم العقائدي إلى ثلاث فئات الأولى هم مسلمين تحكمهم شريعة الله و الثانية هم أهل الذمة يؤدون الجزية, و هم على عهدهم ما استقاموا والثالثة هم محاربين يحاربون.
ويرى سيد قطب أن هذه الأحكام نهائية وتنتهي إليها حركة الجهاد الإسلامي، وكل ما عداها هو حالات واقعية يسعى الإسلام إلى تغييرها، حتى تنتهي إلى هذه الأوضاع الثلاثة التي تمثل العلاقات النهائية مع غير المسلمين. فسيد قطب ينفي بذلك وجود أية علاقات مع غير المسلمين خارج الدولة الإسلامية، سوى الحرب والقتال. ويفترض أنه على الدول غير المسلمة الانصياع للإسلام. كما يفسر قطب آيات القتال والجهاد بشكل يوافق هذا التوجه العدائي مع البشرية. إذ يوجب على المسلمين أن يكونوا دوماً مشغولين بغزو جيرانهم ونهب ديارهم, لكن الكثير من العلماء غيره أيد التعاون والتعامل على مبدأ الحوار و في النهاية سنقف عند كلام الله تعالى في القرآن الكريم ((
«قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون))
المراجع
محمد خليل(2003). علماء دين ومفكرون, العناصر المشتركة بين الإسلام والغرب ترشحهما للتواصل,العدد 9061 من جريدة الشرق الاوسط, http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=193602&issueno=9061
د. صلاح عبد الرزاق عن مرجع (سيد قطب (في ظلال القرآن) / ج10/ص52)
http://salahrazaq.ir.ae/mka-m5-6.htm